Admin Admin
المساهمات : 139 تاريخ التسجيل : 24/05/2008
| موضوع: المنصور بن ابي عامر الأحد يونيو 01, 2008 6:19 pm | |
| [img][/img]
المنصور بن ابي عامر
--------------------------------------------------------------------------------
فتى الأندلس,,,قصة نجاح لا تتكرر
وصفه الكثير من المؤرخين بأنه:"من استبد بحكم الأندلس دون خلائفها من بني أمية"..لكنْ الحقيقة أنّ رجلاً من عامة الناس,,خرج ليحكم الأندلس,,فيؤخر سقوطها عدة قرون.
وقد كتب عنه الكثير وهنا ننقل بعض من سيرته
__________________ فتى الريف الذي أصبح حاكما للأندلس أعظم دولة في العالم في ذلك الوقت !!
كان فتى ريفيا مغمورا يدعى محمد بن أبن عامر.. يسكن في قرية صغيرة يعيش فيها هو وأمه ..لم يكن سكان هذه القرية الصغيرة في الجزيرة الخضراء .. يتوقعون أن يكون هذا الفتى الصغير سيكون يوما ما حاكما في جوهرة العالم قرطبة وفي أعظم ممالك الأرض في ذلك الزمان الأندلس ..
مرت الأيام على هذا الفتى حتى أصبحا شابا ..وكان محبا للعلم ومهتما به ..فلم تعد تسع هذه القرية الصغيرة لطموحاته وأحلامه.. ففكر في الذهاب لقرطبة حيث هناك منبع العلم والعلماء ..فحمل حقائبه وودع أمه العجوز وذهب وهو لا يدري ما يخفيه له القدر ..
درس في قرطبة وأكمل دراسته بهدوء وتميز ..وكأن محط أعجاب معلميه ..لم يفكر منذ خروجه من قريته الصغيرة بالسياسة وما يدور فيها .... لم يكن يتصور انه سيقحم نفسه يوما في هذه الصراعات والمؤامرات .. بل كان جل تفكيره منصبا على العلم وأمنيته أن يكون قاضيا كأبيه وأخواله
لكنه بعدما رأى وسمع ما يحدث في قرطبة من تعدي على حقوق الرعية وظلم وتجبر فئة على فئة !! ظل شغله الشاغل ما يدور في قرطبة وما هو مستقبل البلاد في ظل هذه البطانة الفاسدة ..ووجود خليفة عجوز ليس له خلف !! يدير دولته حاجبه ورئيس دولته "جعفر المصحفي" وهو من الموالي..بدأ يشغل نفسه بأمور السياسة..حتى عزم على دخول اللعبة لعبة السياسة..وهو يعرف انه وحيدا في ظل هذه التجمعات والمستحيلات لدخول الصراع على السلطة في ظل هذه الحواجز المستحيلة لمثله لدخول إلى مدينة الحكم أنذاك الزهراء!!
بدأ يرسم في عقله الكبير مخططاته ..وبدأ يسمع من هنا ويسمع من هناك ويسجل كل ما يحدث معه في عقله .. حتى بدأ يظهر ما في نفسه لأقرب الناس إليه ..حتى تعجبوا من ما يقوله وبدأ أضحوكة في بعض المرات من هؤلاء الناس الذي يفضي لهم ما في داخله ..ومع ذلك لم يتأثر مما قالوا له أو استهزاء به بل ظل صامدا واثقا من نفسه وبقدراته وبتوفيق الله له لما هو ساعي إليه لخدمة الإسلام والمسلمين ..
بدأ أولى الخطوات لدخول مدينة الزهراء عاصمة الخلافة ..بفتتاح دكانا صغيرا له بالقرب من قصر الإمارة في الزهراء يكتب فيه الشكاوي وغيره لاولئك الناس الذين يريدون تقديمها للقصر"وقد أستفاد محمد من تجربته تلك"استمر في ممارسة عمله حتى سمحت له الفرصه التي كان ينتظرها والتي من أجلها عمل في ذلك المكان الذي لايرضي طموحه ولايتوافق مع قدراته فقد طلبت سيدة الاندلس الاولي السيدة صبح البشكنسيه "زوجة الخليفه"أن يحضرو لها من يقوم على خدمته ولدها فعرفها فتيان القصر على محمد وانه يملك مميزات عاليه من اللباقه والمعرفه وأن شكله حسن "وعلى فكره كان محمد رجلا وسيما"وبعد أن عرض عليها وافقت ..
وهنا بدأ القدر ييسر عمله ويدفعه دفعا ..فبعد دخوله إلى عالم القصور والبخور والأموال ..لم يتأثر ولم يقل إلى هنا ويكفي أصبحت من أعيان المدينة ويكفيني هذا ..بل صمم على ما هو واضعا نفسه فيه وليس غير كرسي الحكم يسعه.
بعد ذلك وبفضل ما يملك من عبقرية وذكاء تدرج في بعض الوظائف الكبرى ..وفي هذا الوقت توفي الخليفة العجوز وليس له سوى ولدا واحد لم يتجاوز العشر سنوات ..فعزم مع حاجب الدولة على توليته خليفة للعهد حتى يصبح هو الوصي عليه وعندها يستطيع تدبير أمور الدولة بنفسه..وفعلا تم له ذلك وأصبح هو وصي الدولة ..وبعد ذلك أستطاع تصفية الحاجب وخصومه بفضل ما يملكه من دهاء ومحبة للرعية إذ أصبح المجاهد الأول للأندلس وحامي الثغور ..
وإليكم بعض من مواقفه البطولية ..
يعرف عن المنصور"وهو لقب محمد بن ابن عامر بعد ذلك لانتصاراته المتتالية فهو لم يهزم له راية في اكثر من خمسين معركة" أنه لايعرف الاستسلام والياس بدليل أنه اذا غزا غزوة لايفك الحصار عن عدوه ألا بعد استسلامه يذكر أنه عندما غزا بلاد أرجون فلما رأى مناعتها أمر أن تبنى مقابلها مدينة للمصابره فما كان للعدو الاأن أستسلم بشروط المنصور ومنها أن يتزوج ابنة ملك أرجون فوافق على ذلك وعند ما هم بإرسالها طلب منها أحد النبلاء أن تتدخل لدي المنصور في مصلحة بلدها فأجابيتهم بقولها جميلة "أن على الدولة أن تتعهد بحماية شرفها بحراب مقاتليها وليس باجساد نسائها"..
وا مـــنـــــــــصـــوراه/ هذه الضرخه الشهيره التي صاحت بها المرأه المسلمة مستنجده بالمنصور عندما هاجمهم ملك فرنسا وحطم مدينتهم وعندما سمع المنصور ذلك امر في الحال بتجهيز حمله كبير والتوجه الى ملك فرنسا واستطاع في هذه المعركة اكتساح العدو واسره فعندما طلب منه ملك فرنسا شروط لإطلاق سراحه فطلب محمد إحضار المرأة المستنجده به وطلب منها ان تملي هي شروط هاعليه.
يقال أنه كان قد اتى من غزوة وعندما دخل القصر في قرطبه إذ بإمرأة تنادي يامنصور يضحك الناس وفي بيتنا مأتم ابني أسيرا في بلاد الروم فما أنت فاعل يابن ابي عامر ،،وهو للتو راجعا من غزوة فبالله ماذا تتوقعون أن يقول؟؟ قال البطل لها لن تنامي الا وولدكِ بين أحضانك
بعض شعره ووفاته/
قال أيضا أن المنصور كان شاعراْ ومن شعره/ ألم ترني بعت المقامة بالسري**** ولين الخشايا بــالــخيــول الــضـــوامـــــر وبدلت بعد الزعفران وطيـبــــــه**** دروعــا من المسـتـحـكـمــات الــمسامــر فلا تحسبوا أني شغلت بـــــلــــــذة**** ولــكــن أطــعــت الله في كـــل كــــافــــــر
يقال أنه عندما اشتد به المرض وشك في قروب أجله خرج مجاهدا على راس الجيش إلى قشتالة وعند عودته زاد المرض عليه فقال أنه يستحق الإحراق من قبل المسلمين لأنه عندما فتح أراضي العدو لم يقم بتدميرها بالكلية بل في بعض الأحيان يعمرها وقال أنهم "إي الأسبان"سوف يعودون من هنا . يالمنصور أنت تقول عن نفسك هكذا وأنت جندلت الفرسان وحميت الثغور والنساء وما عملته من بناء أنما هو من الإسلام وبالله ماذا نفعل نحن بأنفسنا وهم عادوا فعلا من تلك الديار ولكن ليس من المنصور ولكن من مَن تهاون بعدك وجبن على ملاقاة العدو وصار يحسب على الإسلام هو السبب في طردنا خارج البحار.
توفي محمد رحمه الله ليلة الاثنين 27من رمضان سنة392هـ في مدينة سالم.
وقد كتب على قبره / تالله لا يأتي الزمان بمثله ولا يحمي الثغور سواه
وقد كتب فرحا أحد الكهنة وحقدا على محمد في حولياته عند وفاته"مات المنصور ودفن في الجحيم"
وبذلك طوت صفحة التاريخ على فتى الريف الذي قدم من ريفه وقريته البعيدة في الجزيرة الخضراء في أقصى جنوب الأندلس ليدخل قرطبة والزهراء ويحكم الأندلس والعالم ..
__________________ --------------------------------------------------------------------------------
وصفه الكثير من المؤرخين بأنه:"من استبد بحكم الأندلس دون خلائفها من بني أمية"..لكنْ الحقيقة أنّ رجلاً من عامة الناس,,خرج ليحكم الأندلس,,فيؤخر سقوطها عدة قرون.
هو محمد بن أبي عامر المعافري(978-1002 م)...شابٌّ يتملئ بالطموح,,كان يرى أنّ قدراته تؤهله لأنْ يصل لكرسي الخلافة,,الأمر الذي كان يثير سخرية من حوله,,معتقدين فيه الهذي وأنه غير واقعي في أحلامه,,فالدولة يسيطر عليها الموالي ..والصقالبة,,بينما أحفاد العرب الفاتحين,يعيشون شظف العيش بين مطرقة الصقالبة وسندان الموالي... التحق محمد بن عامر بركب العلماء...فدرس في قرطبةَ فحقق النبوغ بين أقرانه,,اشتغل كاتباً لأحد القضاة,,فأثار حفيظة هذا القاضي,,ليبعده عن مجلس القضاء,,فيفتح له باب السعد دون أن يدري...وهو الذي كان قبل التحاقه بالقاضي,,بائعاً في السوق...ثمّ كاتباً للعرائض عند باب القصر...ثمّ ولأول مرة..تلمع عيناه بقرب كرسي الخلافة,,ليرشحه أحد الوزراء لمنصب أمين الخزينة,,أو بالأخرى مدير مكتبٍ لولي العهد الصغير,,الذي وُلد للحكم المستنصر الكهل على كبر...لكنْ مالبث أن تتبدىّ رؤوس الحسد من حوله,,ليكيدوا له,,فيسبق أمر الله,,ليفرحوا به,,بموت الأمير الصغير,,,واجتماع حزن الشاب العربي الطموح,,وحزن الجارية البشكنجية,,صًبح,أو أورورا كما كان اسمها قبل إنجاب الأمير... لكنّ الله يودْ لهذا الشاب أن يُرد له الاعتبار,,فتحمل صبْح بغلام السلطان,,لتنجب هشاماً المؤيد...وتعلوا مراتب ابن أبي عامر,,ليصبح أميناً للخزينة بالإضافة إلى قيامه بشؤون السلطان..وتمضي الأيام,ويقضي ابن أبي عامر على خصومه واحداً تلو الآخر..ليصبحَ هو الآمر الناهي,,حاجب الخليفة..وقائد الجيوش,,التي ماكانت لتلبث في مكانها,,فتوسعت الأندلس في عصره,,وزادت دور العلم,,وأقيم العدل,,,فجاءَ محمد ,,أو المنصور,,بأصحابه الذي كانوا يهزؤون به,,ليريهم أنه صار الخليفة الفعلي,,وأنّ عصره كان من أزهى عصور الأندلس,,
هذا هو رجلٌ أحبه وددت سرد قصته ولوْ بإيجاز لكم,,هو رجلٌ ناجحٌ بكل ماتحمله الكلمة من معنى,,
هذه مقالة جاءت بذكرى وفاته: في السابع والعشرين من رمضان عام 392ه (10 أغسطس 1002م) لفظ رجل الأندلس القوي المنصور بن أبي عامر آخر أنفاسه بعد مرض قصير وبموته دق أول مسمار في نعش الدولة الإسلامية بالأندلس, إذ كان في واقع الأمر آخر الرجال من ذوي العزم في هذه البلاد. ولد محمد بن أبي عامر في أسرة عربية عريقة تنتمي إلى قبيلة معافر اليمنية وكان جده السابع عبدالملك أحد أولئك العرب القلائل الذين كانوا في الجيش الذي خرج به طارق بن زياد إلى اسبانيا بينما عمل أجداده بوظائف القضاء بقرطبة, وقد بدأ هو ذاته حياته كاتبا لقاضي قرطبة ثم عين مشرفا على أملاك عبدالرحمن بن الخليفة الأندلسي الحكم المستنصر وأخذ يترقى في بلاط قرطبة حتى أصبح حاجبا للخليفة هشام المؤيد بن الحكم. ولم يعرف هذا العامري بالمنصور على سبيل التشريف وإنما لدوره الجهادي في وقف هجمات نصارى الشمال الاسباني على مدن وقرى المسلمين وقد بدأ أولى غزواته في رجب من سنة 366ه فاستولى على حصن الحامة من يد راميرو الثاني وعاد بالأسلاب والغنائم إلى قرطبة في رمضان من نفس العام, وبعد ذلك شرع العامري في إعادة تنظيم جيش الخلافة على أساس قوي فضم إليه نصارى الأندلس والبربر إلى جانب العناصر العربية واهتم بأمر التدريب وتنظيم فرق الجيش. وبهذا الجيش الجديد هاجم مملكة ليوم التي كانت تساعد بعض الأمراء الأندلسيين للتمرد على الخلافة وهزم في عام 371ه (981م) تحالف جيوش ليون وقشتالة ونفارة واستولى منهم على حصن شنت مفكس المنيع، وكاد يقتحم ليون ذاتها لولا عواصف الشتاء وقبولها أداء الجزية. وفي عام 375ه استولى المنصور على برشلونة عاصمة قطالونيا فحكم السيف في رقاب الكثيرين من جندها وأهلها وأسر من بقي حيا وخرب البلد وأضرم فيه النيران وعاد في 387ه ليهاجم البرتغال ويستولي على أهم مدنها طشانت ياقب القديس يعقوب ويعود مظفراً بعد ذلك إلى قرطبة وفي صحبته جماعة من أسرى النصارى حاملين على أكتافهم أبواب مدينة شنت ياقب ، ونواقيس كنيستها، أما الأبواب فقد وضعت في الجامع الذي لم يكن قد فرغ من إنشائه بقرطبة وعلقت النواقيس في سقف البناء باستخدامها كثريات للإضاءة وفي عام 392ه قام المنصور بآخر حملة له ضد مملكة قشتالة وتوغل فيها حتى دك دير القديس املين حامي قشتالة كما دمر قبل ذلك كنيسة شانت يا قب حامي غاليسية. وكان المنصور يتمنى دوما أن يلقى ربه في ساحة الوغى وكان شديد الإيمان بإجابة دعائه هذا حتى انه كان يستصحب معه على الدوام كفنه الذي خاطته له بناته ولم يدفع في هذا القماش غير المال المحمول إليه من ضيعته المحيطة ببيته الموروث في طرش ليكون منزها عن كل حرام. وقد جرت عادة المنصور كلما بلغ محلة من المحلات أن يبادر إلى جمع ما يكون قد علق بثيابه من التراب ويحتفظ به في صرة أعدها لهذا الغرض وحده, ولما حضرته المنية أمر أن يجعلوا هذا التراب معه في لحده عسى أن تكون المشقة التي تكبدها في جهاده شفيعا له عند رب العرش,وبموت المنصور العامري فقدت الأندلس قائدها المظفر وحاجبها الحازم وما هي إلا سنوات قلائل حتى عمت الفتنة قرطبة وزالت دولة الخلافة التي تقاسمت أملاكها دول ملوك الطوائف وأخذ نصارى الأسبان يتطلعون لغزو مدن الأندلس ويكفي أن أحد رهبانهم قيد في حولياته عند وفاة المنصور في سنة 1002م مات المنصور وذهب إلى الجحيم , أما هو فقد ترك على قبره بمدينة سالم بيتين من الشعر نقشا على شاهده:
أثاره تنبيك عن أخباره حتى كأنك بالعيون تراه تالله لا يأتي الزمان بمثله ابدا ولا يحمي الثغور سواه
رحم الله محمد بن أبي عامر المعافري(المنصور)
__________________ --------------------------------------------------------------------------------
الحاجب المنصور
أحببت في هذا الموضوع أن أسلط الضوء على شخص عظيم يعتبره الكثير من المؤرخين المسلمين والأوروبيين أعظم من حكم الأندلس على الإطلاق شخص هز عروش الممالك النصرانية , يفدون الملوك إليه لتقبيل يده ويقدمون له بناتهم كجواري من أجل رضاه عليهم , رجل شجاع مجاهد حكيم فقيه غزا إثنين وخمسين غزوة إنتصر فيها كلها , فما يذكر تاريخ للأندلس إلا ويذكرونه فيهم , شخص وحد الاندلس ووصل إلى أماكن لم يصلها موسى بن نصير وطارق بن زياد أعاد مدينة برشلونة وليون وشانت ياقب للأندلس وفرض سيطرتها عليهم , كانت سياسته عند الإنتصار أن يحمل النصارى الغنائم بأنفسهم له إلى قرطبة , كان هدفه هو تجاوز البيرينيه والوصول إلى أوروبا لكن وافته المنية قبل أن يصل إلى مبتغاه . قرأت في مقالات وكتب أسبانية عن المنصور , يعترف الكثير منهم أنه هو الذي أذلهم وفرض سيطرته عليهم وكانوا يخافون منه فإذا ماسمعوا بالمنصور قد قدم إليهم ويخرجوا من المدينة وهم مستسلمون , سقطت مدينة شانت ياقب في يده بدون مقاومة وشانت ياقب هذه ثالث المدن من حيث الأهمية بعد القدس والفاتيكان بالنسبة للنصارى . وكثير من الأسبان يتحدثون عنه بإعجاب , وللكن للأسف أن الكثير من المسلمين في جيلنا الحاضر لايعرف من المنصور هذا , وسأتحدث بطريقة أجزاء عن هذا الملك المجاهد .
الجزء الأول
من هو :
قد يعرفه البعض من إسمه وقد يعرفه البعض من لقبه إنه محمد بن عبدالله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن الوليد بن عبدالملك المعافري القحطاني الملقب بالحاجب المنصور إسم إذا ذكر إهتزت عروش النصارى وفي التاريخ الحديث يعرفه الصغير والكبير من كبار وأطفال أسبانيا عز المعرفة فهم يعرفون مافعل بهم وكيف ذل ملوكهم , بوفاة المنصور إنتهى عصر القوة للأندلس .
ولد الحاجب المنصور سنة 326 هـ في تركش من الجزيرة الخصراء والجزيرة الخضراء هي مدينة صغيرة في أقصى الجنوب الأسباني , ومن يعرف تاريخ الأندلس يعرف أهمية الجزيرة الخضراء التي مر معها الفاتحون والموحدون أمثال موسى وطارق وعبدالرحمن الداخل عند نزولهم الأندلس وجده عبدالملك هو من الذين كانوا في جيش طارق بن زياد أيام الفتح عاش الحاجب المنصور في الجزيرة الخضراء لكن كان حلم الفتى الذهاب إلى قرطبة حيث العلم والعلماء والقوة والمجد في ذلك الزمان - قرطبة التي كان ملوك أوروبا يوفدون أبنائهم لطلب العلم فيها - كان هدفه الوصول إلى قرطبة وإحتلال مركز فيه لكنه كان يبحث عن طريق البداية , ذهب محمد إلى قرطبة وبدأ بالتعلم كانت ولادة الحاجب في عهد القوة والرخاء حيث عهد عبدالرحمن الناصر الذي حكم الأندلس أكثر من خمسين عاما وبعده إبنه القوي الحكم المستنصر , توفي الناصر سنة 350 هـ - 961م مخلفا أقوى الممالك في الأرض في ذلك الزمان ومن بعده الحكم المستنصر الذي ماإن تولى مقاليد الخلافة أمر بالإستعداد للجهاد في سبيل الله . ولكي أبدأ بعهد الحاجب يجب علي أن أبدأ بخلاصة لعهد الحكم المستنصر لأنه العهد الذي بدأ فيه توسعه ونفوذه .
خلف شانجه المشهور بالسمين أخاه أردون في مملكة ليون سنة 955م لكن إبن عمه أردون الرابع المشهور بالخبيث خلع شانجه من الحكم ثم ذهب شانجه يستنجد بجدته لكي تستعين بملك قرطبة الناصر حيث عولج شانجه من سمنته المشفرطة على يد احد الأطباء العرب في قرطبة وجاءه شانجه وعمه غرسية وجدته طوطة إلى الناصر يقبلون يديه ويطلبون معونته لإسترداد الحكم وقد ساعدهم الناصر وأعاد شانجه إلى حكمه , وكان ثمن هذا كله عشرة حصون يسلمها شانجه للناصر ولكن الناصر توفي قبل أن يفي شانجه بعهوده . وتم تسليم اردون الرابع للحكم في قرطبة ولكن عند وصوله قرطبة اعلن خضوعه الكامل للحكم وقد قام الحكم بوعده لإعادته لحكم ليون عقابا لشانجه , وعندما سمع شانجه بهذا الكلام أصابه الخوف وأسرع ببعث سفارة إلى الحكم يعلن خضوعه وإستعداده لتنفيذ الشروط , ولكن أردون توفي في قرطبة قبل توفية هذه الشروط فأخذ شانجة بالمماطلة مرة أخرى وتحالف مع ملوك النصارى الأخرين لمهاجمة الثغور الإسلامية . فتوجه الحكم بنفسه لقمع هذا التحالف بحملة كبيرة وإستولى على الحصون هناك وأرسل الحكم قواده الآخرين لمهاجمة الممالك الأخرى وتوفي شانجه الأول في نفس العام وتفككت الممالك النصرانية في الشمال وتوفي غرسية أيضا ووفاة أهم قواد الممالك النصرانية وبهذا خضع الملوك الضعاف من بعده للحكم المستنصر .وقد كان الحكم يواجه الشيعة الفاطميين في الشمال الأفريقي وقد فرض الحكم جزءا كبير من شمال افريقيا لسيادته .
وبعد وفاة الحكم المستنصر خلفه إبنه هشام المؤيد بالله وكان عمره 11 عاما وقد وصل محمد بن أبي عامر في عهد الحكم إلى منصب الوزارة ومن قبلها كان قاضيا ومن قبلها كان كاتبا عند باب قصر الزهراء ومن ثم إستحسنته صبح زوجة الحكم وهي من بلاد البشكنس ( الباسك في المسمى الحديث )وأصبح يكتب لها إلى أن قامت بتنبيه الحكم عنه وكانت إدارة الدولة بيد الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي والرجل الثاني في الدولة كان غالب بن عبدالرحمن قائد الجيوش والوزير الأول . غير أن المنصور كان يسوؤه ماكان يفعله الكثير ممن لهم مكانة في الدولة مثل عائلة المصحفي - التي يشببها الكثير بالبرامكة في المشرق - وكذلك المرتزقة والصقالبة وغيرهم وإتفق المنصور مع غالب بالإيقاع بعائلة المصحفي وبعد القضاء على المصحفي زاد صيت المنصور وعظم شانه وتولى أمر الشرطة وتقرب محمد بن أبي عامر أكثر من غالب عندما خطب إبنته , وبعد ذلك أدرك غالب طمع زوج إبنته محمد بن أبي عامر بالسلطة والحكم , فدبر غالب مكيدة للإطاحة بمحمد حيث أنه بعد غزوة من الغزوات إستدعى غالب محمد وصعد إلى أحد القلاع معه فسبه غالب وقال أنت من أفسد الدولة وتحكم فيها وسل سيفه ليضربه فهرب محمد وقفز من فوق القلعة فكان من حسن حظه أنه وقع على شي منعه من الهلاك وتوفي غالب في أحد المعارك مع النصارى وبهذا خلت الساحة ولم يتبق فيها سوى محمد بن أبي عامر وعظم شانه وأحبه الناس .
هذه بعض الروابط للمنصور في أسبانيا
تمثال للمنصور في الجزيرة الخضراء مسقط رأسه ويفتخر به الكثيرون من أهل الجزيرة الخضراء وأنه منهم وينظر الكثير منهم أنه أقرب إليهم منا .
| |
|